مديـــنة العــيلــفون
كنا فرشنا السكة ورود لو كلمتنا كان بالجية
خطوة عزيزة ويوم موعود الخلاك تطرانا شوية
تسال فينا وتجي حارتنا ودابة الفرحة الليلة غشتنا
الحظ الجانا غشى سكتنا جانا وجابك لينا هدية
يالهليت فرحت قلوبنا إطريتنا الليلة وجيتنا
شوف شتلاتك كيف نشوانا والفل فرهد فرحان في البيت
والريحان طربان يتمايل غازل زهرة وعاين ليك
كل البيت خليتو في فرحة ضحكت قلوب وقلوب منشرحة
جيت واكتملت بيك اللوحة تسلم سيدنا و أهلاً بيك




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مديـــنة العــيلــفون
كنا فرشنا السكة ورود لو كلمتنا كان بالجية
خطوة عزيزة ويوم موعود الخلاك تطرانا شوية
تسال فينا وتجي حارتنا ودابة الفرحة الليلة غشتنا
الحظ الجانا غشى سكتنا جانا وجابك لينا هدية
يالهليت فرحت قلوبنا إطريتنا الليلة وجيتنا
شوف شتلاتك كيف نشوانا والفل فرهد فرحان في البيت
والريحان طربان يتمايل غازل زهرة وعاين ليك
كل البيت خليتو في فرحة ضحكت قلوب وقلوب منشرحة
جيت واكتملت بيك اللوحة تسلم سيدنا و أهلاً بيك


مديـــنة العــيلــفون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رائد أغنية الحقيبة

اذهب الى الأسفل

رائد أغنية الحقيبة Empty رائد أغنية الحقيبة

مُساهمة من طرف احمد الأحد ديسمبر 20, 2009 5:58 pm

بسم الله نبدأ


شوف العين قالت ده لا لا

صدت من تيها ودلالا

ريدتك ساكنة الجوف خِلا لا

والأعضاء امتزجت خِلالا

وبراق سنك شقَّ لالا

ولحظك صاب أحشاي قلالا..

.. وتنساب هذه الكلمات إلى المسامع.. تغوص في أعماق القلب، تبحث عن شغافه، فتستوطن السويداء.. تقتات الحنان ترتوي الوداد، لتروي الشوق..

وإن كانت المعلقات السبع لا تعدو أن تكون قافيتها حرفاً أو حرفين على الأكثر، وربما حرفاً وحركة من حركات الإعراب، ولكننا نرى هنا طباقاً زاهياً يكاد يجعل القافية تصل إلى ستة أحرف..

.. وحينما نتأمل بعضاً من المحسنات البديعية من استعارات وتشبيهات في مثل:

ظهرت شكلك بان

كوكب منير أشرق من فوق غصن البان

كالظبية في اللفتان

أما الخديد ناعم زي زهرة البستان..

أو مثل هذه المقابلة بين صدري البيتين:

ليك جوز عين نعسان وكاحل

وخصراً يميل وصدر راحل

ولي وجدي اللي جسمي ناحل

بحر الشوق ما ليهو ساحل..

أو فلنتأمل روعة هذا الطباق الذي تحفل بها هذه الأبيات:

طرفه ليه نعسان وأنا طرفي ليه يصحا لو

ويتلو آية الحب الفي الخديد لايحا لو

جمالو كل ما يزيد جسمي يزيد إنحالو

أما قلبي الضاع خلي اليروح في حالو

إننا نراها تنساب في سهولة من غير تكلف، وفي رقة آسرة ذات جرس محبب، وكل ذلك ينبئ بمقدرات هائلة على النظم والتأمل والتصوير والتشخيص، لدى شاعرنا الفذ صالح عبد السيد، «أبو صلاح».

وأبو صلاح المولود في حي الموردة في العام 1890م، يعد من أشهر شعراء الحقيبة، ويعد أول من تُغني له بأغنية حقيبة وسجلت بمصاحبة الطمبور في اسطوانة، وهي الأغنية التي تقول:

لو تجاوزي لو تسمحي

مني ريدك ما بتمحي..

وإن كانت تلك الآلة ومنذ العام 1928م لم تظهر بالصورة المؤثرة نسبة لتطور أساليب الغناء، وما صاحب التسجيلات التي أتت بعد ذلك ..

وأبو صلاح الذي تأثر بالشعراء العرب وسطر لإبن الفارض وابن أبي ربيعة، يعد من الرعيل الأول الذي أثرى الساحة بقصائد الدوبيت وأغنيات الطمبور.

وكتب أبو صلاح للحب وفي الحب أشعاراً يكاد يسمع صداها في القلب، فهي همسات آسرة سريعة الاختراق، بطيئة الرحيل، تحل ولا ترتحل، وهي وجد رقيق وسيل دافق من العاطفة:

أعلم لولا ما طرفك للبيض الرقاق شاهر

إنسان عيني كاد يغرق في ماء خدك الزاهر

نورك يتوقد لعيون الخلوق جاهر

كل شيء ظاهر..

وإشراق الفجر يشهد على طرفي العليل ساهر..

وتبقى هناك حقيقة واضحة -كما يقول الأستاذ محمد حسن الجقر في كتابه روائع أغنيات الحقيبة- هي أن أبو صلاح هو أول شاعر غنائي لعدة أسباب منها أنه كان يسبك الشعر سبكاً جيداً وله تعبيرات متفردة غاية الروعة، ووصف دقيق متفوق بالغ الإجادة، ومع كل هذا التفوق كان غزير الإنتاج، ويمكننا القول إن معظم أغنيات الحقيبة كانت من نظمه..

وهو صاحب مدرسة متفردة في النظم، قال عنه الشاعر المعتق محمد بشير عتيق: «أغنيات أبو صلاح تمتاز بالأوصاف الجمالية والمعاني الحسية والغزل الرقيق، والعاطفة المشبوبة، وتمتاز أيضاً بالبديع ولزوم ما يلزم والجناس».

إذن فشاعرية أبو صلاح ذاع صيتها وأصبحت مثالاً يحتذى، وذلك لتميزها بروحها العذبة وعاطفتها الصادقة، وروعة معانيها، وجمال تصويرها ودقة ألفاظها، فأصبح بحق مدرسة للشعراء ومثالاً يُجارى ويُسار على نهجه، فظهرت قصائد عدة في شعر الحقيبة أمتعت -ولازالت- أفئدة الملايين من عشاق هذا الفن الخالد، ولكنها كانت دائماً تشهد بريادة أبو صلاح وأستاذيته في هذا الفن.

ونظم أبو صلاح الشعر في حداثة سنه، فقد نظم الشعر وهوهو في الرابعة عشرة من عمره، وقد كان للبيئة أثرها في شعره، حيث للنيل وملتقاه، والضفاف والخضرة وللطبيعة الخلابة الأثر البالغ في رقة أشعاره، وافتتانه بجمالها.

وأغنيات «أبو صلاح» لا يزال صداها يتردد حتى هذا اليوم وتناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل، ومنها على المثال لا الحصر: «ضامر قوامك لان، يا رشا يا كحيل، قسم بي محيك البدري، بدور القلعة، لحظك الجراح، يا ليل أبقالي شاهد، خلي العيش حرام، يا ربيع في روض الزهور، وصف الخنتيلة، والأغنية الأكثر شهرة (جوهر صدر المحافل)، وأغنية كم نظرنا هلال».

وحينما ننظر لهذا الكم من المغنين ابتداءاً من كرومة وابراهيم عبد الجيل، أولاد الموردة، أولاد شمبات، عبد الله الماحي، أولاد المأمون، مروراً بالكاشف وأبو داؤود، وردي، أحمد المصطفى، حمد الريح، علي اللحو، ترباس، وصولاً إلى فرفور، محمود عبد العزيز، عابدة الشيخ، وخلافهم.. حينما ننظر لذلك ندرك بأن هناك كلمات تولد للفناء، وثمة أخرى تولد للخلود، وهنالك كلمات تؤدي الغرض منها ثم تأخذ طريقها إلى زاوية النسيان، وثمة أخرى تغوص في أعماق النفس وتستقر في الوجدان لتحجز لها مكاناً راسخاً في الذاكرة.

طوبى لأبي صلاح إرثه اللامتناهي، ونسأل الله أن يغفر له بقدر ما أعطى ووهب من أشعار وألحان لا يزال صداها يتردد بيننا، ونحن نستعد للإحتفاء بذكرى رحيله التي حدثت في العام 1963م، نأمل أن يكون الاحتفاء بقدر المحتفى به، وأن يتم جمع وتدوين كل ما جادت به تلكم القريحة المتفردة.


ودالطريفي
احمد
احمد
عضو مميز
عضو مميز

عدد المساهمات : 431
نقاط : 854
تاريخ التسجيل : 12/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى