اختيار الزوج و تأثير الرجال على النساء

كيف يؤثر الرجال على النساء؟

إذا كانت مهمة اختيار الزوجة المناسبة شاقة فإن مهمة اختيار الزوج المناسب أشق، ذلك أن الرجل إذا لم يوفق في زواجه فالسبيل ميسر له بفك الارتباط الذي يملك هو حقه من جانب واحد، فيخلص نفسه من هذه الورطة ويبحث له عن حرث جديد يحقق له أمله المنشود، ولكن المرأة إن أخفقت في زواجها فإما أن ترضى بالذل وتستسلم للألم حتى تقضي حياتها، وإما أن تفتدي نفسها ولو بأعز ما عندها لتنعم بالحرية بعيداً عنه، إما بدون زواج، وهو على كل حال أخف ألماً من الزواج السابق، وإما بزواج جديد قد توفق فيه، وسيكون لها من التجربة الأولى ما يحملها على التدقيق على الاختيار والموافقة على الزواج الجديد.
وإذا تساءلنا لماذا مهمة اختيار الزوج أخطر وأشق من اختيار الزوجة؟

إن ذلك لأسباب منها

1- قوة تأثير الرجل على المرأة سلباً أو إيجاباً.
فالخلطة نفسها والمجالسة بشكل عام من وسائل نقل الأخلاق والعادات والأفكار وبخاصة إذا صحب النقل حب وفتنة وذلك موجود بين الزوجين بشكل قوي.
2- إن المرأة بعد زواجها تدخل تحت رعاية الرجل، ويصبح عليها من الواجبات له أكثر مما يجب عليها لوالدها الذي أنجبها ورباها، لذلك نجد رسولنا يؤكد على معنى الأسر بعد زواج المرأة في قوله r:
((استوصوا بالنساء خيراً فإنما هو عوان عندكم)) رواه الترمذي.
فقد شبه الرسول r المرأة بالأسير الذي يدخل مملكة صاحبه وتدور حياته حول هذه المملكة وتحقيق المصلحة لهذه البيئة الجديدة التي حلّ فيها.
انظر عزيزي القارئ إلى السيدة عائشة رضي الله عنها وهي تقول:
((النكاح رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته)).
3- أن الرجل قائد وربان السفينة فإما أن يقودها ويبحر بها ليصل إلى بر الأمان، وإما أن يقودها ويبحر بها إلى الغرق.

وما معنى التأثير؟
التأثير مرحلة أعلى من الإقناع لأنه لا يعني فقط إقناع الشخص الآخر بوجهة نظرك ولكن يعني أيضاً أنك تدفع هذا الشخص للعمل والتنفيذ.
فعملية التأثير تعني ببساطة: أنك تدفع الشخص إلى هدف معين فيه منفعة للجميع هذا إذا كان التأثير بالإيجاب، والعكس تماماً إن كان التأثير بالسلب وهو أنك تدفع الشخص إلى هدف معين فيه ضرر للجميع، وأكبر مثال على ذلك أصدقاء السوء.
كيف يؤثر الرجل على المرأة بالإيجاب:
سأسوق لك عزيزي القارئ قصصاً واقعية تجيبنا على هذا السؤال:

1- هذه امرأة متزوجة لم تكمل دراستها الجامعية، وبعد سنوات من زواجها أصرّ زوجها على استكمال دراستها وساعدها وهيئ لها الظروف المناسبة للمذاكرة وحضور الامتحانات فحصلت بفضل الله ثم بفضل زوجها على شهادة البكالوريوس، ليس هذا فقط ولكنها أكملت دراستها العليا وحصلت على الدكتوراه، وإذا لم يكن لديها هذا الزوج فهل كان يمكنها أن تصل إلى هذه الدرجة العلمية؟ أنا لا أعتقد ذلك.
2- كانت تحفظ القليل من القرآن الكريم وبعد زواجها وجهها زوجها إلى مكان لحفظ القرآن ومع التشجيع والمكافآت أﭽتمت حفظ القرآن بفضل الله ثم بذكاء هذا الزوج الرائع.
3- كان لديها مهارة عالية في التلخيص فاستغل زوجها هذه المهارة ووجهها زوجها إلى الكتابة والتأليف في الأمور التي تخص النساء، وبعد انقطاعها عن الدراسة لمدة 15 عاماً شجعها على تطوير مهارااتها والتحقت بدبلوم الدراسات العليا (في الصحة النفسة وعلم النفس)، وبالفعل حصلت على هذا المستوى العلمي لتدعم به عملها وتطور من مستوى الكتابة.
لأن زوجها كان يؤمن بالطموح العلمي والتطوير في مهارات الإنسان إلى الأفضل.
4- كانت تمتلك بيتاً ولا يسكنه أحد فعرض عليها أن تفتحه داراً لتحفيظ القرآن ترجو به الثواب في الآخرة، ففعلت وكان من وراء هذا العمل الخيري الخير العظيم على الأسرة والأولاد وعلى سعادتهما كزوجين.
5- قالت زوجي يدفعني دائماً للطاعة وصلة الرحم والصدقة، يوقظنا في صلاة الفجر ويبث فينا الحماسة لحب الله تعالى وعمل كل ما هو خير لنا في الدنيا والآخرة.

كيف يؤثر الرجل على المرأة بالسلب؟
هناك من القصص الكثير والكثير التي تدل على التأثير السلبي للرجل منها:

1- رجل كان يُجلس زوجته لتصب له الخمر وتشرب معه، ونحن لا ننفي إراداأ القرآن ومع التشجيع والمكافآت اة المرأة وعدم طاعة الزوج في هذه الحالة، ولكننا لا ننكر أثر هذا الفعل على المرأة وهي جليسته وشريكة حياته – الكئيبة.
2- وهذا زوج يدفع زوجته لمخالطة الرجال في الحفلات والسهرات والرقص والأكل وغير ذلك بدعوى التمدن والتحضر، وليس هذا إلا فجور وسفه.
3- زوج يشّغل زوجته في تجارة الهيروين والمخدرات لتأتي له بالمال وإلا يطلقها ويرميها وحيدة لأنه يعلم أن والديها في رحمة الله قد ماتوا وليس لها أحد.
4- وهذا آخر يمنع زوجته من حضور دروس العلم والذهاب إلى المسجد ودار تحفيظ القرآنب بحجة أن هذا تطرف.
5- امرأة أرادت أن ترتدي الحجاب فرفض زوجها ومنعها بشدة وهددها بالطلاق لأن مستواه الاجتماعي لا يسمح بذلك.

لهذا كله كانت مهمة اختيار الزوج خطيرة أكثر من اختيار الزوجة ولهذا كانت تؤخذ الأراء من عدة أشخاص من ذوي خبرة، ويُستشار العقلاء لتلافي ما قد يحدث لو تم القبول بسرعة، وكانت المرأة في العصور الأولى تجتهد ما استطاعت في البحث عن شريكها، بل قد تعرض نفسها عليه إن أُعجبت به، كما أن ولي أمرها كان يسعى أيضاً ما وسعه جهده في تلمس بيئة جديدة طيبة يضع فيها كريمته ويودع فيها أمانته.
ومن الأمثلة الشهيرة على ذلك عرض السيدة خديجة رضي الله عنها الزواج على الرسول محمد r. وكذلك عرض سعيد بن المسيب ابنته على أحد تلاميذه.

وعرض عمر رضي الله عنه ابنته حفصة على عثمان بن عفان فرفض، ثم عرضها على أبي بكر فصمت ولم يرجع إليه شيئاً، ثم ما لبث ليالي حتى خطبها النبي r وبعدها قال أبو بكر لعمر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئاً حينما عرضت عليَّ – يعني الزواج من حفصة ابنته- إلا أنني كنت علمت أن النبي r ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله r ولو تركها النبي لقبلتها.
وقد روى البخاري أن النبي r قال لعمر: ستتزوج حفصة خيراً من عثمان، وسيتزوج عثمان خيراً منها، فتزوجها النبي وزّوج عثمان ابنته أم كلثوم بعد موت أختها رقية التي كانت متزوجة منه.

ورُوي أن النبي قال له: ((والذي نفسي بيده لو أن عندي مائة بنت يمتن واحدة بعد واحدة زوجتك أخرى)).
وخلاصة القول: أن الرجل له أثره على المرأة وهذا التأثير إما سلباً أو إيجاباً وتأثيره أقوى في الحياة الزوجية لأنه الجانب الأقوى، وبالتالي مهمة اختيار الزوج مهمة خطيرة أكثر من مهمة اختيار الزوجة، وتذكّر معنى ما قالته السيدة عائشة ((النكاح رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته)).

منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووول

لكم من الروائع ما يعجز اللسان عن وصفه

فبكم نرتقي إلى الامام

وبكم تزدان صفحتي رونقا" وبهاءا

وربنا يسعد اي زوجين ويطول عمر السعاده بينهم

والمشكله تكمن في الاختيار الصحيح

والاختيار اصعب مراحل القبول على الزواج