لا خلع للأسنان بعد اليوم...

لماذا يلجأ الناس الى الخلع؟؟
للإجابة عن هذا السؤال الضخم الكبير يتطلب معرفة أهواء الناس ورغباتهم وسلوكهم النفسي والاجتماعي والمادي ومدى قيمة وأهمية الأسنان عندهم:
أولا- حينما يحل الألم المبرح الشديد العنيف بالأسنان يتوهم ويتخيل ويظن كثير من الناس أن الحل الأمثل والأسرع والأضمن والأكثر أمانا هو خلع السن المؤلم ،أو يقولون خلع الضرس من جذوره ، وهذا وهم وظن خاطئ لأن مشاكل خلع الأسنان واختلاطاتها والآثار الجانبية المترتبة أثناء عملية الخلع وما بعدها كثيرة جدا ولا تحقق الأحلام والأمنيات التي يرنو ويتطلع لها الذين يقدمون على خلع أسنانهم وهي الراحة وتسكين الألم إلا في حالات نادرة.وسأكتفي بإشارات خاطفة إلى هذه المشاكل المترتبة بعد الخلع وأهمها الألم الرهيب الذي يكون بعد الخلع أشد بكثير مما كان قبله نتيجة الالتهاب الحاد والنزف الذي يستمر لساعات طويلة وأحيانا لأيام عديدة إضافة إلى كسر السن أثناء الخلع وبقاء بعض الجذور مما يجبر الطبيب على إخراجها بتدخل جراحي وما يعقب ذلك من تعقيدات كثيرة ومعاناة وقلق واضطراب وهيجان شديد يجعل الحليم حيران .

ثانيا- السبب الثاني الذي يدفع الناس إلى التخلص من أسنانهم هو مرورهم بتجارب مريرة مع بعض أطباء الأسنان لدى محاولتهم علاجها لأول مرة وتبوء هذه المحاولات بالفشل فترسخ في أذهانهم عقدة نفسية كبيرة تسيطر عليهم ويستولي الرعب والخوف على قلوبهم فيمنعهم من محاولة العلاج مرة ثانية لدى طبيب آخر ولو كان أكثر قدرة ومعرفة وكفاءة ممن سبقه ويظن متوهما أن طرق العلاج كلها متشابهة وأنها فاشلة وليس من ورائها إلا تضييع الوقت والمال وأن لا خير ولا أفضل لعلاج السن إلا الخلع
اذ ان الخلع ليس علاج بل هو خسران مبين وفقدان جسيم لعضو حي وهبنا الله إياه وطالبنا بالمحافظة عليه ونأثم أشد الإثم إذا فرطنا به لأنه ليس ملكنا ولسنا أحرار في التصرف به حسب مزاجنا وهوانا وإنما هو أمانة استودعنا الله إياه وطالبنا بالمحافظة عليه.
ثالثا- ومن أغرب وأعجب سبب يدفع الناس إلى خلع أسنانهم هو ظنهم الخاطئ أنه أقل تكلفة مادية مقارنة بالتكلفة المطلوبة لعلاج السن بطريقة سحب العصب أو معالجة الجذور وهذا وهم وظن خاطئ وجهل كبير بالمعادلة الحسابية الحقيقية من عدة وجوه :
1- السن عضو حي وهبنا الله تعالى إياه ليقوم بوظيفة حيوية ومفيدة للإنسان كما وهبنا السمع والبصر والحس والذوق كل سواء لا يجوز التفريط بأي واحد من هذه الأعضاء مهما كانت الأسباب مادية أو غير ذلك .

2- إذا خلع الإنسان سنه ثم ارتأى بعد معاناة شديدة للمشاكل الكثيرة التي تنجم عن خلع السن أن يضع سنا صناعية للتعويض عن المخلوع سواء بطريقة الجسر التقليدي المتحرك أو الثابت أو بالطريقة الحديثة وهي الزرع فانه سيضطر إلى دفع تكاليف مالية أضعاف مضاعفة مما كان سيدفعه بطريقة المعالجة الحقيقية للسن . وهذا يعني خسارة مادية وخسارة السن نفسه .

3- إذا أراد الإنسان أن يوفر ماله ويقتصد في النفقات الصحية فذلك شئ طيب ولا بأس به لكن بشرط أن يسلك الطريق القويم والمستقيم الذي يحافظ على صحته لا آن يفرط بعضو من أعضاء جسمه مثل السن فيخلعه بثمن بخس . والطريق الصحيح لتوفير المال وتوفير السن معا هو المبادرة إلى علاج السن منذ بدء التسوس فيه بدون الانتظار حتى يحصل الألم والكشف الدوري على الأسنان في السنة مرتين أو مرة على الأقل والتنظيف اليومي للأسنان بالفرشاة والمعجون والسواك أيضا .
رابعا- رغبة الناس في إنجاز العلاج بسرعة البرق ، وانعدام الصبر والتحمل لمتابعة العلاج لسويعات وأيام قليلة يخيل لهم أنها طويلة جدا وهي ليست في حقيقة الأمر بطويلة ولكن انهماكهم في معترك الحياة وتسابقهم على قشورها وسفاسفها يجعل لديهم ضيقا في الوقت للاهتمام بصحتهم التي هي رأس مالهم في هذه الحياة ، فهم يمضون الساعات الطويلة في المزاح والضحك واللعب أما لعلاج أسنانهم أو صحتهم بصورة عامة فهم يريدونها بالسرعة والعجلة الفائقة ، وقديما قيل في العجلة الندامة فيقع المساكين في مطب مشاكل الخلع وتوابعه التي أشرت إليها إشارات خاطفة فيما سبق .
هذه بعض أسباب اندفاع الناس المتهور والسريع جدا لخلع أسنانهم وهي في مجملها وتفاصيلها أسباب متهافتة ظنية خيالية وغير عقلانية وغير مبررة لأن يفرط بسنه وهو ثروة لا تقدر بثمن ويخسره لأجل شيء تافه . ولذلك نصيحتي للناس جميعا ألا تقبل بخلع السن إلا بعد التوثق الكامل والاقتناع التام ومن مصدر موثوق جدا جدا بأنه لابد من الخلع..

موضوع رائع .. ونصائح غالية .. واجمل شئ ان يضحك الانسان .. وتظهر اسنانه البيضاء .. وهذه .. منتشرة .. فى الشعب السودانى .. لاهتمامه باستخدام المسواك .. صغارا .. وكبار .. كل يوم ؟؟ عشت احلى ايام العمر فى السودان .. دعوات من القلب ان يتحد السودان ولايتفكك .. سداوى احمد محمد مصطفي